الاثنين، 1 أغسطس 2016

استخدام التكنولوجيا الرقمية في المدراس

كيف يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تتحدى العمليات والهياكل التعليمية القائمة  منذ القدم ؟ وما الطرق التي ستتبعها وتظهر من خلالها إعادة تشكيل المدارس الرقمية ؟
  يتساءل الكاتب عن السبل التي تستخدمها التكنولوجيا الرقمية في جميع أنحاء العالم لإعادة تكوين طبيعة وشكل المؤسسات التعليمية ؟ ويراها في ثلاث أشكال وهي استخدام التكنولوجيا الرقمية لتمثيل الهياكل والمناهج وهو ما يسمى التعليم عن بعد, استخدام التكنولوجيا لاعادة تشكيل هياكل ومناهج المدرسة ( القيادة الرقمية باستخدام المدارس) إضافة إلى استخدام التكنولوجيا الرقمية لاستبدال الهياكل وعمليات الدراسة جميعها (القيادة التعليمية الرقمية بدون مدارس )

التكنولوجيا والتعليم الحاسوبي  
      منذ زمن طويل تم استخدام التكنولوجيا لتحرير التعليم من الحدود المادية والمكانية وتم الاحتفاظ بالهياكل والعمليات الرئيسية مثل المناهج والتقييم ،وفي التسعينات والألفين تم إنشاء مدارس افتراضية تديرها المدارس والجامعات أو شركات خاصة ،حيث أنه  في الولايات المتحدة ودول أخرى تم اعتماد برامج تعليمية في سن التعليم الإلزامي ، تقوم ببيع دورات تدريبية ومساقات ومواد دراسية بطريقة مرخصة , لهذا التعليم عدة مزايا منها أنها توفر تعليمات فردية تتماشى مع احتياجات وأساليب التعليم فيما يخص الطلاب وأن هذا التعليم الحاسوبي مرن من حيث تحديد الموعد والمكان وأمكننا من توسيع نطاق الوصول إلى التعليم بالنسبة للأفراد والجماعات  وتعويض الطلاب الذين لم يستطيعوا الالتحاق جسديا بالمدارس وهو بديل متوفر للطلبة الذين عانوا من مرض وحرموا من المدرسة.
التكنولوجيا إلى جانب التعليم المدرسي  
   ويعني ذلك استخدام التكنولوجيا  لدمج الهياكل والعمليات التعليمية للمدرسة وإعادة قيادة المدارس (القيادة الرقمية ) حيث تبدو المدارس من الخارج كما هي ويختلف ما يجري داخلها. ويشمل ذلك عدة جوانب وأهمها تقييم مجالات التعلم مثل اتخاذ القرارات أو القدرة على التكيف والتعاون وتقييم الأقران،ويجري اتخاذ إجراءات في النرويج والدنمارك للسماح لطلاب للوصول الكامل إلى الانترنت أثناء الامتحانات, وإعادة تشكيل المناهج الدراسية فيما يخص ممارسات التعاون والنشر والاستفسار داخل الصف والمناقشات الجارية والأساليب التربوية , إضافة إلى إعادة صياغة المؤسسات التعليمية لتصبح مواقع استكشاف تكنولوجية ولاستيعاب متطلبات استخدام التكنولوجيا.   السؤال الجوهري المطروح هو لماذا هناك نقاشات حول الربط بين التعليم والتكنولوجيا ؟وما تبريراتها ؟ وما أثر استخدام التكنولوجيا في النهوض بالمدرسة والتعليم ؟ وفقا للدراسات الانجليزية فان حماسة  وتوجه الاكاديمين نحو الموضوع ترتبط بمعتقدين , الأول هو أن التعليم التكنولوجي يرفع التعليم و يسحبه نحو التقدم حيث يوفر وسيلة أفضل للتعليم , والثاني هو عدم الرضا عن طريق التعليم الحالية وهو ما يدفع نحو استخدام التكنولوجيا.
التكنولوجيا تشكل وسيلة أفضل لتنفيذ التعليم , لماذا ؟   

      كما هو واضح من الأدبيات التربوية فان التكنولوجيا تقدم دعم حقيقي وفعال في عمليات التعليم والتعلم أكثر من الوسائل التقليدية , وتساعد في تشكيل عمليات التعلم ووفقا لبعض الآراء فان التكنولوجيا قد تحل محل التعلم في المدارس والمؤسسات التعليمية , وتبريرا لذلك الاعتقاد بأن التكنولوجيا تمنح الحرية في التعلم , لأنها تتيح مساحة من المرونة والانسيابية , فبالتالي بدلا من إعطاء كميات هائلة من المعارف بطرق غير تكنولوجية أصبح من المفضل منهجه التكنولوجيا في التعليم والتعلم لتلبية احتياجات الأفراد ولتشكيل تعلم أفضل ليصبح دوره فعال في التعلم , أيضا فان وجود التعليم غير الرسمي الناتج عن التعلم باستخدام التكنولوجيا مثل الهاتف المحمول والانترنت المتاح بكل الطرق يقوي عملية التعلم ككل , فالتعليم الغير رسمي كما يظهر من الأدبيات فعال أكثر من التعليم الرسمي الإجباري , والفاقد لدور المتعلم واحتياجاته.
ما المقصود بالمدرسة المختلة تكنولوجيا ؟    
    تطبيق التكنولوجيا ودمجها في التعلم والتعليم ظهر بسبب الخلل في التعليم التقليدي ووجود أوجه من القصور فيه , فقد كانت المدرسة تشكل كابوس للمتعلمين لفترة طويلة في جميع جوانب تعليمها , إضافة لذلك فان ظهور التعليم باستخدام التكنولوجيا دفع الناس للتوجه نحوه و تشجيع التغيرات المرتبطة به ,لكن كما يرى العديد من التربويين فان المدارس بحد ذاتها بالرغم من كونها تحتاج لدعم عمليات وتطبيقات التكنولوجيا الراهنة فيها , إلا أنها لا زالت قاصرة عن تحقيق ذلك , فهي غير قادرة على السير وفق التطور التكنولوجي , فهناك مدارس غير مناسبة معماريا لإنشاء شبكات لاسلكية , ولم يتمكن المدراء في المدارس من تحقيق الرؤية التربوية المتعلقة باستخدام التكنولوجيا في مدارسهم , كما أن المناهج الدراسية جامدة و ممنهجة بطريقة ما قبل التكنولوجيا , بالتالي فإنهم يتوجهون نحو استخدام التكنولوجيا دون التركيز على الطرق الإبداعية لدمجها في التعليم , لكن الخبراء بشكل عام ينتقدون إنتاج تعليم العصر الصناعي على حساب التعليم الفعال التكنولوجي في مجتمع المعرفة.
التكنولوجيا الرقمية ورفض تطور ونمو المدارسعند النظر في محاولة تغيير المدرسة لتواكب التكنولوجيا , هناك توجه نحو إعادة بناء وتعديل المدارس بحيث تصبح الإمكانات التعليمية للتكنولوجيا الرقمية هي أساس عمليات وممارسات التعليم المعاصر. فالحاجة إلى تطوير "المدرسة 2.0" هو موضوع شائع بشكل متزايد (  كتطبيق لتقنيات web 2.0) , كما أن التوجه التكنولوجي يقلل محددات التعلم .
يرى بابريت ( Papert , 1998) أنه من الضروري مكافحة التفكير التقليدي للمدرسة , فيرى أن التوجه التقليدي الغير تكنولوجي يعد أثري كدليل على قدمه , وأن التصور التكنولوجي للتعليم يحقق الأهداف التعلمية الفعالة ,من ناحية أخرى , فان  بيريلمان (Perelman ,1992) يعتقد بأن دمج التقنيات التكنولوجية في التعليم المدرسي لا يمكن أن يتحقق كما لا يمكن دمج المحرك الميكانيكي في الخيل , فمثل هذه التناقضات والاختلافات في الآراء لا زالت قائمة حتى مع مرور المزيد من الزمن على التفكير ودراسة الموضوع , لكن وصل التعليم ومفهوم المدرسة لنقطة مفصلية في هذا الصدد , فقد أصبح المفهوم التقليدي قديم وغير فعال واستبداله بالدعم التقني والتكنولوجي ضروري ولا بديل عنه , إلا انه من الضروري أخذ الوقت اللازم للتغلب على تحديات تطبيق هذا التوجه.
إعادة النظر في مفاهيم التعليم الرقمي بدون المدارس  
    التفكير باستخدام التكنولوجيا في إعادة  بناء المدارس خلق تفكير لدى بعض الباحثين بإمكانية إحلال التكنولوجيا التعليمية مكان المدارس الحالية , وذلك وفقا للكاتب يدعم التفكير الليبرالي التحرري الذي يحقق تعليم بدون دولة , حيث أن السوق الالكترونية قد تساعد في ملائمة التعليم ودعمه بشكل أكبر من سلطة الدولة , لكن بالرغم من ذلك فان للمدرسة دور ايديلوجي من الناحية الاجتماعية والخبراتية للمتعلم , فهي مصدر القيم والعادات والثقافات المجتمعية كما أن بعض المتعلمين لا يمكنهم الحصول على المعارف الخبراتية بسهولة في المنزل أو المجتمع , بالتالي فان للمدرسة دور أساسي في دعم وتمكين ذلك , وبالتالي فان هناك تعارض بين إعادة بناء التعليم والمدارس بشكل يضمن تطورها تكنولوجيا وأفكار أخرى بتضمين التكنولوجيا في المدارس مع عدم تغييرها بشكل جذري. 
     كما يرى الباحث , فانه لا يوجد أي تبرير يدفع لانهيار المدارس بل إن هناك حاجة لقدر من التغيير والتعديل في المؤسسات التعليمية للاستفادة من التكنولوجيا الرقمية والأجهزة التكنولوجية وتضمين الممارسات التي تدعم ذلك , فيدعو الباحث أيضا إلى الحذر في التفكير بشكل وهيئة المدارس القائمة على التكنولوجيا , وذلك من خلال استكشاف سبل التوافق بين التعليم والتكنولوجيا وأخذ أراء وخبرات التربويين والتكنولوجيين . 
    ___________________________________________
عرض حور واسراء واريج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق